Thursday, April 26, 2007

تعليم الصدق للاطفال


الكذب مرض خطير يمكن أن يصيب الإنسان منذ الطفولة و يضل مرافقاً له حتى نهاية عمره، ومن المؤسف عدم اللإهتمام الجدي بهذا الداء الخطير الذي يخرب الدنيا والآخرة،ويقف حجرة عثرة أمام التقدم والبناء والشعور بالسعادة والاطمئنان، إذا أصيب الطفل بحمي في ليلة، او أخذ يعطس كثيراً، الأم والأب والأسرة...الكل يتألمون، لكنهم إما لا يعيرون اهتمام يذكر لكذبة الطفل، او يشعرون بخطورة الكذب، بل و يتألمون إذا وجدوا الطفل يكذب لكنهم لا يبحثون عن طرق معالجة ذلك، و إذا بحثوا فلا يجيدون المعالجة، لابد من البحث عن طرق و وسائل لزرع الصدق، وقلع جذرو الكذب، ومعالجة داء الكذب، و منذ الطفولة ففي المثل:




(التَّعلم في الصغر كالنقش في الحجر).

و في الانجليزية:

Wath is learnt young is hard to lose)).

اي: العلم في الصغر يصعب نسيانه.

و الصدق و أداء الأمانة سرّ بعثة الانبياء كما في الرواية عن الامام جعفر الصادق(عليه السلام) :

(ان الله لم يبعث نبياً الا بصدق الحديث و أداء الامانة الي البر و الفاجر

فمن القيم التي يتحم علينا تعليمها للأطفال و في مختلف الأعمار هو الصدقولزرع و ترسيخ هذه القيمة علينا أن:

الإلتزام بالصدق مع الأطفال فبهذا نكون قد اثبتنا لهم امكانية تطبيق المبدأو حتمية الإلتزام به فالإجابة علي أسئلتهم المعقولة بصدق و صراحة يؤكد لهممدي تمسكنا بهذه القيمة، و يقدم لهم القدوة العلمية الميدانية الملموسة، و الناس و الأطفال جبلوا علي الإقتداء والتأسي، و في الحديث عن الامام جعفر الصادق(عليه السلام ) :( كونوا دعاة الناس بالخير،بغير ألسنتكم) (2) .عن نطاق المعقول بكل أمانة و بساطة.

توضيح أو شرح الأسباب التي تدعنا الي عدم الإجابة علي أسئلتهم الخارجة

اتخاذ الحذر من السماع أي كذبة منّا صغيرة و بسيطة،قال عزوجل

لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون

عدم المبالغة و التهديد بإداء شيء لا ننوي فعله

تشجيعهم علي الصدق و السعي لضبطهم متلبسين بالصدق و مدحهم.

عدم السعي لضبطهم متلبسين بالكذب فعندما نشعر بأن احد أطفالنا بدأ يكذب

علينا ان نقاطعه في الكلام و نذكره ان الحقيقة هو المهم و بعد ذلك نمسح له بالكلام

أن نوضح للأطفال عواقب الصدق و الكذب من قصص الحياة الواقعية. و خصوصاً النتائج الإيجابية للصدق أثاره مثل الثقة بالنفس وإحترام الذات.


Wednesday, April 11, 2007

شجعي طفلك علي الاعتراف بخطئه‏!‏


إذا أخطأ الطفل وجاء يصارحنا بحقيقة خطئه هل نثور ونغضب ونعاقبه‏..‏ فتكون النتيجة الخوف والجبن وعدم مصارحتنا بأي خطأ يرتكبه بعد ذلك وبهذا نضع أولي بذور الشخصية الكاذبة المخادعة الجبانة؟ أم نستمع إليه ونعطيه الوقت ليفسر سبب خطئه ولا نشعره بالخوف بل نطمئنه ونعلمه الطريق الصحيح للتصرف لنشجعه علي قول الحقيقة والصراحة‏,‏ مما يساعد علي بناء شخصية شجاعة قادرة علي تحمل المسئولية والمواجهة وتحمل اخطائها‏,‏ والقدرة علي إصلاحها‏,‏ كما يساعد ذلك الآباء علي معرفة المشاكل التي قد تواجه الطفل مبكرا‏



وبذلك يستطيعون مساعدته بسرعة قبل تفاقم المشكلة‏,‏ فاعتراف الطفل بخطئه عادة صحية لابد من تشجيعه عليها‏.‏وإذا رغبنا في عقاب الطفل فينصحنا الدكتور ممتاز عبدالوهاب استاذ الطب النفسي في كلية طب قصر العيني باتباع الأتي‏

عدم التجهم في وجه الطفل أو الغضب المبالغ فيه وعدم زرع الخوف في نفسه‏.‏

إذا كان الخطأ لايستحق العقاب فلابد من شرح الخطأ للطفل‏,‏ وشرح كيفية عدم الوقوع فيه مرة أخري‏.‏

إذا كان يستحق العقاب فلابد أن يكون العقاب هادفا‏,‏ وليس مهينا للطفل أو مسيئا لكرامته أو مؤلما له‏,‏ فمثلا إذا كسر كوب ماء يمكن شراء كوب بديل من مصروفه أوتنظيف المكان من آثار الكسر‏.‏

علي الوالد معرفة ان للطفل قدرات محدودة‏,‏ وانه مازال في مرحلة التعلم‏,‏ لذلك يحق له ارتكاب بعض الأخطاء‏.‏

ان يكون للأهل قواعد ثابتة للخطأ والصواب‏,‏ وألا يترك العقاب لمزاج الوالدين ولحالتهما النفسية او لشخصيتهما‏,‏ فإذا كانا عصبيين يعاقبان الطفل اما إذا كانا هادئين فيصفحان عنه‏,‏ وبذلك تضطرب مقاييس الطفل لانه لايعرف الصواب من الخطأ فعدم وجود قواعد ثابتة للتعامل مع الطفل هي أسوأ طريقة لتربيته والتعامل معه‏.‏


Wednesday, April 4, 2007

الاسماك تجعل أطفالكم اكثر ذكاء

أكدت العديد من الدراسات العلمية التي أجريت مؤخراً في فرنساأن الأسماك بأنواعها المختلفة تؤثر بطريقة مباشرة على المخنظراً لاحتوائها على الفوسفور الذي يساعد على تطوير الخلايا العصبية في المخكما أوضحت الدراسة التي أجريت على الأطفال الذين يتناولون الأسماك بصفة منتظمةسرعة استيعابهم للمعلومة وتحقيق نتائج قياسية في الامتحانات


حيث أن تناول الأسماك يجعلهم أكثر ذكاءً من الآخرينولذلك ينصح العلماء بتناول الأسماك مرتين في الأسبوع على الأقل خاصةً بالنسبة للأطفالوذلك لتنمية الخلايا العصبية في المخ .

Wednesday, March 21, 2007

حنان الام .. يزيد من ذكاء الطفل

اهتمام الأمهات بالأطفال يساعد على رفع درجة ذكائهم وزيادة مهارة القراءة والذاكرة لديهم .. هذا ما أكدته دراسة طبية حديثة.


ووجد العلماء في الدراسة التي نشرتها مجلة "الطبيعة" أنه حتى الأطفال الذين يولدون لأمهات متهاونات في إعطاء الحنان قد يطوّرون القدرات الدماغية إذا تم إرضاعهم من أمهات مهتمات وحنونات، مشيرين إلى أن إحساس الطفل بأمه يزيد حجم منطقة "الهايبوكامباس" في دماغه، تلك المنطقة المسؤولة عن الذاكرة والتعلم الحيِّزي

ولاحظ العلماء أن أداء الأطفال الذين أظهرت أمهاتهم عناية خاصة بهم بإرضاعهم وتدليلهم ولعقهم كان أفضل في فحوصات الذاكرة والذكاء والتعلم، مقارنة مع أداء الصغار الذين أبدت أمهاتهم بهم اهتمامًا أقل

وأوضح الدكتور مايكل ميني من -جامعة ماكجيل في مونتريال بكندا، الذي أجرى أبحاثه على الفئران- أن إرضاع الأطفال يحقق نفس الأثر في رفع ذكاء الأطفال ، مؤكدًا أن هذه الاكتشافات تنطبق على البشر أيضًا

فدللوا ابناءكم قدر ما استطعتم ليصبحوا اكثر ذكاءا ينفعون به وطنهم

Thursday, February 22, 2007

رزق من الســــماء

خرج أحمد من البيت ومعه زوجته أمينة فى مساء يوم الجمعة الماضى لمشاهدة فيلم " الكونتيسة الحافية "..


وكان أحمد يحب أمينة زوجته ويصحبها معه إلى السينما وإلى الأوبرا وإلى حفلات الموسيقى الكلاسيكية وإلى معارض الفن .. وإلى كل ما يتصل بالثقافة العامة .. ليرفه عنها ويوسع مداركها ويجعلها أكثر ادراكا وفهما للحياة .وكانا سعيدين كزوجين وقد رزقهما الله بغلام واحد جاء بعد يأس .. وكان فى سنته الأولى ذابلا وعليلا أبدا وميؤسا من حياته . فكانت الأم ترفع وجهها إلى السماء وتدعو له

واقترب مولد النبى .. فنذرت له خروفا توزعه على الفقــراء فى كل مولد وشفى الغلام وعاش حتى دخل الروضة .وكان والداه يحبانه حبا جما ويحبسان نفسيهما فى البيت لملاعبته ولايخرجان إلا بعد أن ينام .كان لهما كل شىء فى الحياة ..

ومن سن الرابعة عرف الغلام أن الخروف الذى يذبح فى المولد هو خروفه ، فكان يذهب مع الخادمة ليوزع " اللحم " على الفقراء فى الحى بيتا .. بيتا .. ويشعر بسعادة تامة وبلذة إذا ركب حصانا حقيقيا إو صعد على بساط الريح ..

وأصبح الغلام يترقب المولد النبوى لأنه عيده .. فيذهب مع والده إلى سوق المطرية ويشترى الخروف .. ويربطه فى غرفة البواب ويقدم له الماء والعلف . ويجلس بجواره ينظر إليه بحنان ويمنع أطفال العمارة من ركوبه .. حتى تجىء ليلة المولد فينام فرحا يحلم بأمتع الأحلام ويستيقظ مع الفجر فيجد والده جالسا بجانب الراديو يستمع إلى ترتيل القرآن فى مسجد السيدة .. من الشيخ شعيشع .. والشيخ عبد الصمد ..وفى الشروق يذبح الخروف وينقلب البيت إلى حركة مستمرة وفرح .

ولكن فى هذه السنة لم يذبح الخروف فى المولد كالعادة .. لأن الأسرة كانت فى أيام المولد فى الإسكندرية ..وكان أحمد يود أن يشتريه ويوزعه على الفقراء بمجرد عودته .. ولكن مشاغل الحياة صرفته عن تنفيذ ما اعتزم عليه فنسى أو تعمد النسيان .وخرج الزوجان من السينما .. وكانت الأتوبيسات مزدحمة فركبا " تكسى " إلى البيت .وكانت الخادمة نائمة فى غرفة ابنهما لتؤنسه .. فلم تر أمينة ايقاظها وأخذت تعد العشاء .

وكان أحمد يلاحظ أن زوجته تصفو نفسها بعد هذه النزهة وتصبح مرحا طروبا .. وتنسى التوافه التى تشغل بال النساء .وسألها وهى تخلع ملابس الخروج ..ـ عجبك الفيلم ؟ـ بديع .. بس كنا عاوزين نشوف الراجل ده شكله إيه .. اللى بيجر الكونتيسه إلى الوحل ..وضحكت لتوهمه بأنها هازلة ولكنه كان يعرف أنها جادة وأنها تتكلم بلسان المرأة وشعورها الطبيعى .

ـ والحوار .. ما كنش فوق مستوى الجمهور ..؟ـ أنت فاكر الجمهور رايح علشان يفهم الحوار ..؟ـ أمال علشان آفا جاردنر ؟ـ طبعا .. وكفاية يشوفها لابسه المايوه .. وطالعة من البحر .. الله .. الخاتم يا أحمد .. الخاتم ! . ـ إيه .. مالك زعجتينى ..؟ـ الخاتم .. مش فى صباعى .. سقط .. أنا عارفه النهارده الجمعة ولازم .. يحصل حاجة ..ـ احنا مش فى الجمعة دلوقت .. دورى كويس وبلاش عصبية .. وان راح فداك ..ـ كان فى صبـاعى وحاسه بيه لغاية ما نزلت من التاكسى ..

وأخذا يبحثان فى كل مكان فى البيت .. ونزل الزوج إلى السلم وبحث فى مدخل العمارة وعلى الرصيف فلم يعثر على شىء ..واغرورقت عينا الزوجة بالدمع وأخذت تصيح :ـ دا بدل الخروف .. اللى بخلت توزعه على الفقرا السنة دى .. أهو ضاع ثمنه مضروب فى ثلاثة علشان يعجبك ..وأخذ أحمد يهدىء من روعها ولكنها نامت باكية .

وفى الصباح بحثت فى كل مكان عن الخاتم ولكن دون نتيجة . وجلس الزوج فى الضحى يلاعب ابنه فى الشرفة ويستدفىء بشمس الشتاء ولمح وهو جالس رجلا عجوزا يزحف على الرصيف الآخر .. ثم رآه يعبر الطريق ويقترب من بيته .. وعندما اقترب لاحظ أنه يلبس ملابس بالية وفى حالة لاتوصف من التعاسة والفقر والجوع وكان يزحف زحفا وينظر إلى الأرض ليجد كسرة خبز .. ورآه أحمد ينحنى ويلتقط شيئا من الأرض ويرفع وجهه إلى السماء وينظر وقد غمره الفرح وهزه ..كان هذا الشىء هو خاتم زوجته الضائع .وهتف أحمد بالخادمة ليقول لها بأن تنزل وتأتى بالخاتم من الرجل قبل أن يبعد .ولكن الخادمة كانت بعيدة مع سيدتها فى المطبخ فلم تسمع .. فكرر النداء .. وكان فى خلال ذلك ينظر إلى الرجل العجوز ويفكر فى مقدار ما يصيبه من خيبة الأمل والتعاسة .. عندما يأخذ منه هذا الخاتم .. رزقه الذى هبط عليه من السماء .. فكر فى السعادة التى يعيش فيها العجوز فى هذه اللحظة .. وقرر ألايسلبها منه .. وقال لنفسه إن الإنسان يعيش ليعطى السعادة للآخرين لاليأخذها منهم ..

وعندما جاءت الخادمة .. وسألته عما يطلب ..قال لها فى هدوء :ـ روحى هاتى البدلة من المكوجى ..ولم يشعر بمثل هذه السعادة فى حياته

=================================

نشرت القصة بمجموعة " الجمال الحزين " لمحمود البدوى عام1962

Tuesday, February 6, 2007

انصتي إلى طفلك الغاضب ولا تعنفيه

يولد الطفل وحب الأسرة والأهل والتعاون موجود في دمه وذلك بحكم الفطرة السليمة, كما أنه قادر على اللعب واللهو, والتعلم, والائتمان على الأسرار بشكل رائع؛ لكن عندما يبدأ الطفل بالتمرد والصراخ ومحاولة أخذ ما ليس له بالقوة, فهذا يدل على أن الطفل بحاجة ماسة لمن يقف إلى جانبه


إذ يجب أن يتفهم الأهل وينتبهون إلى أن الطفل لا يستطيع التفكير بعقلانية تحت الضغوط, ويصبح غير قادر على الاستيعاب في حال وجود من يصرخ في وجهه.فالأهل لهم دور إيجابي كبير في وضع حدود لتصرفات أطفالهم, وفي كسب ودهم وثقتهم, وتخفيف الضغط النفسي عنهم, وفي حال بدأ الطفل بالتصرف بطريقة غير منطقية؛ فأفضل ما ينصح به الخبراء النفسيون في هذه الحالة, هو التعامل مع الطفل كإنسان ناضج في إطار من الطفولة.

ويكون ذلك من خلال ترك الطفل يتحدث مع الإنصات له والتفهم لأسبابه التي تدفعه لبعض التصرفات الغير منطقية, وبذلك ينفس عن مشاعر الغضب التي تعتريه, ويشعر بازدياد قربه من أهله, على أن لا يكون الأهل كالشرطي أو القاضي الذي يريد أن ينهي الموضوع بقرار حاسم لا رجعة فيه

وبعد الإنصات للطفل يأتي الآن دور الطفل في الإنصات للأهل, الذين لا بد لهم من أن يتحدثون ويشرحون للطفل عن أسباب معارضتهم له, وفي حال أصر الطفل على سلوكه غير المنطقي, يجب إخباره بأن هذا غير عادل لأنهم استمعوا لأسبابه ولم يعنفوه, بينما هو استمع لأسبابهم واعترض عليها, وبالتالي فهم سيأخذون القرار الأكثر منطقية لحمايته.وغالباً إذا بدأ أحد الوالدين بالتحدث مع الطفل سيبدأ بالبكاء, أو يصاب بنوبة غضب وهذا مؤشر جيد؛ لأنه هذه الطريقة ستساعده على التخلص من التوتر, كما أن احتضان الطفل في هذه اللحظة بالذات سيساعده أكثر على التخلص من جميع المشاعر السلبية, ويكون قادراً على الإنصات بشكل أفضل,

وستزداد قدرته على التعاون والشفاء من الضغط النفسي.فالاستماع إلى وجهة نظر الطفل ستعطي نتائج فعالة أكثر من أي محاضرة أو تهديد أو عقاب, وسيشعر بأنه قريب من أهله أكثر وبأنهم بمثابة أصدقاء وأصحاب, وبالتالي سيستمع لنصيحتهم أكثر وأسرع.

Sunday, January 28, 2007

كيف نرغب أطفالنا في الصلاة ؟؟؟

منذ البداية يجب أن يكون هناك اتفاق بين الوالدين- أو مَن يقوم برعاية الطفل- على سياسة واضحة ومحددة وثابتة ، حتى لا يحدث تشتت للطفل، وبالتالي ضياع كل الجهود المبذولة هباء ، فلا تكافئه الأم مثلاً على صلاته فيعود الأب بهدية أكبر مما أعطته أمه ، ويعطيها له دون أن يفعل شيئاً يستحق عليه المكافأة ، فذلك يجعل المكافأة التي أخذها على الصلاة صغيرة في عينيه أو بلا قيمة؛ أو أن تقوم الأم بمعاقبته على تقصيره ، فيأتي الأب ويسترضيه بشتى الوسائل خشية عليه. وفي حالة مكافأته يجب أن تكون المكافأة سريعة حتى يشعر الطفل بأن هناك نتيجة لأفعاله، لأن الطفل ينسى بسرعة ، فإذا أدى الصلوات الخمس مثلاً في يوم ما ، تكون المكافأة بعد صلاة العشاء مباشرة.
أولاً: مرحلة الطفولة المبكرة (ما بين الثالثة و الخامسة) :
إن مرحلة الثالثة من العمر هي مرحلة بداية استقلال الطفل وإحساسه بكيانه وذاتيته ، ولكنها في نفس الوقت مرحلة الرغبة في التقليد ؛ فمن الخطأ أن نقول له إذا وقف بجوارنا ليقلدنا في الصلاة: " لا يا بني من حقك أن تلعب الآن حتى تبلغ السابعة ، فالصلاة ليست مفروضة عليك الآن " ؛ فلندعه على الفطرة يقلد كما يشاء ، ويتصرف بتلقائية ليحقق استقلاليته عنا من خلال فعل ما يختاره ويرغب فيه ، وبدون تدخلنا (اللهم إلا حين يدخل في مرحلة الخطر ) ... " فإذا وقف الطفل بجوار المصلي ثم لم يركع أو يسجد ثم بدأ يصفق مثلاً ويلعب ، فلندعه ولا نعلق على ذلك ، ولنعلم جميعاً أنهم في هذه المرحلة قد يمرون أمام المصلين ، أو يجلسون أمامهم أو يعتلون ظهورهم ، أو قد يبكون ، وفي الحالة الأخيرة لا حرج علينا أن نحملهم في الصلاة في حالة الخوف عليهم أو إذا لم يكن هناك بالبيت مثلاً من يهتم بهم ، كما أننا لا يجب أن ننهرهم في هذه المرحلة عما يحدث منهم من أخطاء بالنسبة للمصلى .. وفي هذه المرحلة يمكن تحفيظ الطفل سور : الفاتحة ، والإخلاص ، والمعوذتين
ثانياً:مرحلة الطفولة المتوسطة (ما بين الخامسة والسابعة ):
في هذه المرحلة يمكن بالكلام البسيط اللطيف الهادئ عن نعم الله تعالى وفضله وكرمه (المدعم بالعديد من الأمثلة) ، وعن حب الله تعالى لعباده، ورحمته ؛ يجعل الطفل من تلقاء نفسه يشتاق إلى إرضاء الله ، ففي هذه المرحلة يكون التركيز على كثرة الكلام عن الله تعالى وقدرته وأسمائه الحسنى وفضله ، وفي المقابل ، ضرورة طاعته وجمال الطاعة ويسرها وبساطتها وحلاوتها وأثرها على حياة الإنسان... وفي نفس الوقت لابد من أن يكون هناك قدوة صالحة يراها الصغير أمام عينيه ، فمجرد رؤية الأب والأم والتزامهما بالصلاة خمس مرات يومياً ، دون ضجر ، أو ملل يؤثِّّّّّّر إيجابياً في نظرة الطفل لهذه الطاعة ، فيحبها لحب المحيطين به لها ، ويلتزم بها كما يلتزم بأي عادة وسلوك يومي. ولكن حتى لا تتحول الصلاة إلى عادة وتبقى في إطار العبادة ، لابد من أن يصاحب ذلك شيء من تدريس العقيدة ، ومن المناسب هنا سرد قصة الإسراء والمعراج ، وفرض الصلاة ، أو سرد قصص الصحابة الكرام وتعلقهم بالصلاة ... ومن المحاذير التي نركِّز عليها دوما الابتعاد عن أسلوب المواعظ والنقد الشديد أو أسلوب الترهيب والتهديد ؛ وغني عن القول أن الضرب في هذه السن غير مباح ، فلابد من التعزيز الإيجابي ، بمعنى التشجيع له حتى تصبح الصلاة جزءاً أساسياً من حياته.
ويراعى وجود الماء الدافئ في الشتاء ، فقد يهرب الصغير من الصلاة لهروبه من الماء البارد، هذا بشكل عام ؛ وبالنسبة للبنات ، فنحببهم بأمور قد تبدو صغيرة تافهة ولكن لها أبعد الأثر ، مثل حياكة طرحة صغيرة مزركشة ملونة تشبه طرحة الأم في بيتها ، وتوفير سجادة صغيرة خاصة بالطفلة .. ويمكن إذا لاحظنا كسل الطفل أن نتركه يصلي ركعتين مثلا حتى يشعر فيما بعد بحلاوة الصلاة ثم نعلمه عدد ركعات الظهر والعصر فيتمها من تلقاء نفسه ، كما يمكن تشجيع الطفل الذي يتكاسل عن الوضوء بعمل طابور خاص بالوضوء يبدأ به الولد الكسول ويكون هو القائد ويضم الطابور كل الأفراد الموجودين بالمنزل في هذا الوقت .
ويلاحظ أن تنفيذ سياسة التدريب على الصلاة يكون بالتدريج ، فيبدأ الطفل بصلاة الصبح يومياً ، ثم الصبح والظهر ، وهكذا حتى يتعود بالتدريج إتمام الصلوات الخمس ، وذلك في أي وقت ، وعندما يتعود على ذلك يتم تدريبه على صلاتها في أول الوقت، وبعد أن يتعود ذلك ندربه على السنن ، كلٌ حسب استطاعته وتجاوبه. ويمكن استخدام التحفيز لذلك ، فنكافئه بشتى أنواع المكافآت ، وليس بالضرورة أن تكون المكافأة مالاً ، بأن نعطيه مكافأة إذا صلى الخمس فروض ولو قضاء ، ثم مكافأة على الفروض الخمس إذا صلاها في وقتها ، ثم مكافأة إذا صلى الفروض الخمس في أول الوقت.ويجب أن نعلمه أن السعي إلى الصلاة سعي إلى الجنة ، ويمكن استجلاب الخير الموجود بداخله ، بأن نقول له: " أكاد أراك يا حبيبي تطير بجناحين في الجنة ، أو "أنا متيقنة من أن الله تعالى راض عنك و يحبك كثيراً لما تبذله من جهد لأداء الصلاة "، أو :"حلمت أنك تلعب مع الصبيان في الجنة والرسول صلى الله عليه وسلم يلعب معكم بعد أن صليتم جماعة معه"...وهكذا .